عند ذلك ، أمرت بولينا بعزف موسيقى هادئة ، ولدهشة الجميع تحرك التمثال
، وأحاط ليونتيس بذراعيه ، ثم بدأ التمثال يتكلم ، طالبة الرحمة لزوجها
ولطفلتها برديتا التي تم العثور عليها . لم تكن مفاجأة بالطبع أن
التمثال أحاط ليونتيس بذراعيه ، داعياً للزوج والطفلة ، لأن التمثال لم
يكن في الحقيقة إلا الملكة الحقيقية التي لم تمت فعلاً !! فقد أخبرت
بولينا الملك كذبا أن هرميون قد ماتت ، لأنها تصورت أن هذه هي الطريقة
الوحيدة لإنقاذ حياتها . ومنذ ذلك الحين عاشت هرميون مع بولينا الطيبة
, ولم تشأ أبداً أن يعرف ليونتيس أنها على قيد الحياة حتى سمعت أن
برديتا قد عثر عليها . ورغم أنها غفرت له الخطأ الذي ارتكبه في حقها ،
إلا أنها لم تستطع أن تغفر له قسوته على طفلته الصغيرة . لم يستطع
ليونتيس إزاء عودة الملكة إلى الحياة والعثور على ابنته أن يتحمل فرط
سعادته العظيمة . وفي كل أنحاء المملكة لم تكن تسمع إلا التهاني
والكلمات الطيبة . وقدم الوالدان السعيدان الشكر للأمير فلوريزل للحب
الذي أبداه لابنتهما عندما بدت من أسرة متواضعة الأصل . كما قدما وافر
الامتنان للراعي العجوز لرعايته لابنتهما . وأبدى كاميللو وبولينا كل
السعادة لأنهما عاشا ليريا مثل هذه النهاية السعيدة ، نتيجة لخدماتهما
المخلصة . وكأنه لم يعد هناك شيء ينقص ذلك الفرح الغريب وغير المتوقع
إلا دخول الملك بوليكسنس إلى القصر في تلك اللحظة . فعندما افتقد
بوليكسنس ابنه في البداية وكذلك كاميللو ، اعتقد أن كاميللو ربما يكون
قد عاد إلى سيسلي ، فاتبعه بسرعة على قدر ما يستطيع ووصل بالصدفة في
تلك اللحظة ، أسعد لحظة في حياة ليونتيس . انضم بوليكسنس إلى ذلك الفرح
الشامل ، وسامح صديقه ليونتيس لغيرته التي لم تكن في موضعها ، وعاد
الحب بينهما ثانية بكل حرارة الصداقة القديمة . وفي تلك اللحظة ، كان
بالطبع على استعداد للموافقة على زواج ابنته من برديتا ملكة سيسلي
القادمة . وهكذا وصلت معاناة هرميون الطويلة إلى نهايتها . وعاشت تلك
السيدة الرائعة لسنوات طويلة مع ليونتس وبرديتا كأسعد أم ، وكأسعد ملكة