أحبتي الاعزاء , , ,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد : -
كثير ما نسمع عن كلمة او مصطلح او مفهوم
" الوعي الذاتي " في كثير من المواضيع العامة والخاصة وفي كثير من الاطروحات والمناقشات , وانه مفهوم مهم في شخصية الانسان وبنائها الداخلي وان لها انعكاس للعالم الخارجي , وعن مدى تكيفه الاجتماعي وتوافقه النفسي , وعلاقتها بتقبله ورفضه لما يدور حوله من متغيرات حياتية ,,,
فهل تساءلنا -احبتي - عن هذا المفهوم الهام جدا في حياتنا وحياة الاخرين من حولنا , وخاصة في عملية التربية عموما ,,,,
ولتوضيح هذا المصطلح العلمي ولو بشكل موجز نقول وبالله التوفيق ,,,,
*
تعريف الوعي الذاتي : ( إنه قدرة الفرد على ملاحظة أفكاره ومشاعره وسلوكه)
ونعني بذلك : ان يكون تركيز انتباهه إلى ذاته من الداخل بدلا من الانتباه الى الاخرين واخطائهم وسلبياتهم وايجابياتهم ,فيكون ادرى الناس واعرفهم عن نفسه , وخاصة عن : كيف يفكر ؟ وكف يشعر ؟ وكيف يسلك ؟ والاهم من الكيفية لماذا ؟؟ بمعنى لماذا فكرت بهذه الطريقة ؟ ولماذا شعرت بهذه الطريقة ؟ ولماذا سلكت هذا السلوك بهذه الطريقة ؟؟
ومن ثم فان وعيه بمستوى مهاراته يجعله يعرف أوجه القوة في شخصيته , وجوانب القصور والضعف لديه,
وبالتالي سيسأل نفسه عن :
هل هذا القصور في مهارات معينة ؟
أم في مواقف خاصة ؟
أو لدى أشخاصا معينين ؟
وهذه نقطة بداية هامة للتخطيط لعملية التغيير, والشروع في محاولة تنميتها وإصلاحها , وبدون ذلك الوعي لن تتم تلك العملية من الأساس , لذا لابد من توافر أمرين هامين هما :
1- الوعي بوجود قصور في بعض المهارات
2- وإدراك هذا القصور بوصفه مشكلة تعيق المسيرة الارتقائية للفرد , فضلا عن توافقه النفسي , ومن هنا فالوعي بالذات يعد خطوة أولى بالغة الأهمية في الطريق الذي ينتهي بان يصبح الفرد ماهرا في حياته .
*
دور الوعي الذاتي :هو المستشار داخل الفرد للتمييز بين ما هو صح أو خطأ,
وهو السياج الذي ينبه لما تقوم أو ستقوم به,
وهو المرجعية التي يرجع لها الفرد في كافة شؤونه الحياتية ,
وهو الدعامة النفسية الهامة للتفريق بين ما هو صحيح وخاطئ .
*
من المهم في الوعي الذاتي مراعاة مايلي : ضرورة أن يرى نفسه ( كما هي ) دون نقص ولا زيادة بلا تجميل ولا تحسين بل كما هي صورة حقيقية عن ذاته , لا كما ينبغي ان تون ولا ما يأمله في باله ,
وفي هذا الجانب ليعلم كل منا انه سيواجه بعض المصاعب في ذلك من ((( الدفاعات النفسية ))),
فيجب أن يكون موضوعيا و علميا وصادقا مع ذاته لمشاهدة ذاته الحقيقية وليست المأمولة ولا المتوقعة ,
وان لم يستطع ذلك , أو لزيادة التأكد منه فعليه سؤال الناس المخلصين الصادقين من حوله , لأجل أن يحدثونه عن نفسه بصراحة , وان يتقبل رؤيتهم الصادقة المخلصة المساعدة له ,وأن يفهم أن هذه الانتقادات التي تقال, فهي له وليست عليه , بهدف التعديل والتحسين وليست لتشهير أو التقليل, فهم المرآة الحقيقية التي تعكس أخطاءه وعيوبه وجوانب نقصه ويتقبلها بكل رحابة صدر ,
فكما أنهم سيذكرون الحسنات التي سيفرح ويسعد بها فكذلك سيذكرون السيئات , حتى لو لم تعجبه ولا تسره فيجب تقبلها والعمل على اصلاحها وتغييرها وتعديلها , وهؤلاء الصادقين معك قالوا لك اخطائك من قبيل انهم حريصون عليك وليس بقصد التصيد او الانتقاص , والعمل بمبدأ قول الشافعي – رحمه الله تعالى - ( رحم الله من أهدى إلي عيوبي) .
<< كثير عجبني الموضوع والقراءة عنه .. لأنه بصراحه مررره مهم ،،فحبيت أنقله لمنتدانا وإن شاء الله يعجبكم وأهم شي الاستفادة والتطبيق ..